تبرع
مؤسسة لجان العمل الصحي
Health Work Committees
عربي  |  En  |  Es
الرئيسية » آخر الأخبار »   19 شباط 2017

لجان العمل الصحي تشارك كداعم وشريك فعال في مؤتمر المرأة والإعلام وتحديات ثورة الاتصال بجامعة النجاح الوطنية

 شاركت مؤسسة لجان العمل الصحي في المؤتمر البحثي "المرأة والإعلام وتحديات ثورة الإتصال" الذي إحتضنته جامعة النجاح الوطنية بنابلس كداعم وشريك فعال إلى جانب برنامج دراسات المرأة في الجامعة وصندوق الأمم المتحدة للسكان وجامعة أوسلو للعلوم التطبيقية.

وجاءت مشاركة المؤسسة في الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر عبر ورقة قدمتها المديرة العامة للجان العمل الصحي شذى عودة أكدت فيها إهتمام اللجان بالمؤتمر ومحاوره والنتائج التي وصلت إليها الأوراق والأبحاث المقدمة. وقالت في كلمتها: نلتقي اليوم في هذا المؤتمر لنستمع إلى بحوث ونقاشات من إعلاميين/ات ومختصين خلصوا ربما في أبحاثهم إلى آثر الإعلام والتقنيات المعاصرة الاتصالية على المرأة. من حيث السلبيات والإيجابيات ناهيك عن مساهمة  ودور المرأة في الحقل الإعلامي بأشكاله المختلفة.
وأضافت: إن المرأة ومنها الفلسطينية لا تعيش في عزلة عما يحيط بها ووسائل الإعلام باتت تشكل اليوم الرديف الأخر لكل جوانب سيرورة الحياة ولم يعد بالإمكان للإنسان المعاصر أن ينعزل عن رسائلها ولا عن تأثيراتها الإيجابية والسلبية، والتي تترجم لاحقاً لسلوكيات من المتلقي/ة ومن آخرين يمارسونها على محيطهم. ومما لا شك فيه أن نظريات الإعلام صنفت المرأة والطفل ضمن الجمهور الحساس لما يتلقاه عبر وسائل الإعلام كما أن التطور التقني أعطى الفرص للكثيرين ومنهم المرأة لممارسة الذات في التعبير عن ذواتهن بعد تراجع وسائل الإعلام بسلطتها القهرية الموجهة حيث بات بالإمكان التحرر من تلك القيود في عصر الشبكة العنكبوتية والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي وما نتج عنها من أنماط إعلامية تواصلية جديدة.
وأردفت أنه في المقابل فالواقع يشير إلى حالة فلتان في القيم والممارسات التي تطال المرأة فباتت وسائل الإعلام المطبوعة والمرئية وحتى المسموعة والإلكترونية تعج بالدعايات الإعلانية التي تظهر فيها المرأة أو يسمع فيها صوتها كأحد المضامين التسويقية لسلع مختلفة تبدأ من الترويج للمنشطات الجنسية ولا تقف عند حدود المواد الإستهلاكية اليومية ولكأن من يقفون وراء تصميم الاعلانات أو المنتجين لا يثقون برواج سلعهم ما لم يكن العنصر الإنثوي الناعم حاضراً في تصميم ومكونات الإعلان الترويجي لها بحسها وجمالها الذي غالباً ما يكون مصطنعاً. والذي هو من وجهة نظرنا شكل من التجارة والاستغلال والمصادرة لآدمية المرأة وإنسانيتها عدا عن الصور والقوالب  الذهنية السلبية التي تلصق بالمرأة وتجد التعميم  لاحقاً.
 وقالت عودة: إن المراقب يلحظ بأن حضور المرأة لا يقف عند الترويج للسلع ذات الإستهلاك الأنثوي بل يطال حتى إعلانات السيارات وكل ما يمكن بيعه بما في ذلك أسلحة الصيد وبشكل مناف لإخلاقيات الإعلان في عصر العولمة المتوحشة التي لا تهدف إلا إلى تعظيم مرابح رأس المال العالمي الإنتاجي وزيادة أرباح البرجوازية الصناعية الصغيرة في العالم الثالث. دون الآخذ بعين الاعتبار قيم المجتمعات التي توجه لها هذه الإعلانات.  
وتطرقت إلى أثار ثورة المعرفة وإنتشار وظهور ما بات يعرف بالجرائم الإلكترونية والتي غالباً ما تكون ضحاياها من النساء كطرف ضعيف مقيد بثقافة مجتمعية بثالوث العيب والممنوع والحرام عدا عن قصور النظم التشريعية والقانونية التي تردع مرتكبي هذا النوع من الجرائم، مما يعني أن حصر تبعات الإعلام وتطور تقنياته وتجلياتها على المرأة قضية غاية في التعقيد لتنوع الزمان والمكان والبيئة الحاضنة والجمهور المستهدف ولكن المؤكد مع الإيمان بغياب المطلقات في الحكم أن الآثار السلبية تؤثر على المرأة ومستقبلها وهي متأتية من الإعلانات والجرائم الإلكترونية والمسلسلات والدراما التي قد تخرج المتلقي من واقعه نحو التقليد.
ونوهت إلى أن الإعلام كان على الأقل رديفاً ومناصراً لنضالات شعبنا الفلسطيني ومدافعاً عن قضايا المرأة في زوايا محددة ومتهرب في قضايا أخرى إلا أنه أسهم في أحيان أخرى بالإساءة للمرأة الفلسطينية عبر نقله الصور التي لا يفهمها الكثيرون في العالم كما نفهمها كمتلقين في فلسطين وصورها متجردة من إنسانيتها. كما يطغى في كثير من الأحيان على التغطيات الإعلامية وإبراز المرأة كضحية ضعيفة مستكينه لا حول لها ولا قوة ونادراً ما يبرزها كإنسانه فاعلة، مشاركة، منتجة.
وعن ولوج المرأة حقل العمل الإعلامي بشكل جلي ومؤثر قالت عودة: بالرغم من هذا التطور إلا أن الواقع يشير انها ما زالت محرومة من تقلد المراكز القيادية في صناعة  قرار المؤسسة الإعلامية وقد تعود الإشكاليات في ذلك إلى أسباب ثقافية وإجتماعية والنظم الذكورية التي لا تجعل تمكنها من إختراق السقف الزجاجي للوظائف العليا ولمواقع إتخاذ القرار المؤثرة في السياسة الإعلامية وتحليلاتها وحتى في تخصص العمل الإعلامي لذا لا نرى إعلاميات كمحللات في المجال السياسي أو الاقتصدي أو مجالات ما زالت تعتبر مجال عمل للرجال أو حيزاً خاصاً بهم.
وختمت كلمتها بالقول: إننا في مؤسسة لجان العمل الصحي ونحن نشارك في هذا المؤتمر لنؤكد على أن مناصرة المرأة والدفاع عن حقوقها وقضاياها تقع في صلب فلسفتنا وعملنا حيث أننا نعد من المؤسسات الصحية التنموية التي تشغل النساء أكثر من 60% من كادرها الوظيفي، وأكثر المستفيدين من خدمات مراكزها الصحية والتنموية وبرامجها  المنتشرة في الضفة الغربية ومن خدمات المؤسسة الأخت في غزة  هن من النساء والفتيات عدا عن وجود برنامج صحي تنموي خاص بالمرأة وفلسفتنا في التعاطي مع قضايا صحة المرأة تقوم على أن جذور المشكلات الصحية تعود لأسباب ثقافية وإجتماعية وإقتصادية وسياسية فالعمل عليها يساهم في تحسين أوضاع النساء كما أننا نرى أن التثقيف والتعزيز الصحي والمجتمعي هو أداة هامة في تعديل السلوك ومحاربة أوجه التمييز الذي تعاني منه المرأة ويؤثر على صحتها وعلى تطورها وتنميتها، والإعلام بأنواعه وأشكاله المتعددة تعد من الآليات الهامة والناجعة التي نحرص دوماً على التفاعل والتعاون معها لذلك نعمل دائماً على تطوير سياساتنا الإعلامية لتكون هادفه ومساهمة في إبراز القضايا المجتمعية والحقوقية وللفئات الأكثر تهميشا وعلى رأسها النساء ونحن كذلك ندرج المرأة في أدبياتنا الإعلامية ونصدر دراسات ونشرات خاصة موجهة للجمهور بعامة والنساء على وجه الخصوص عدا عن إستضافتنا منتدى المنظمات الأهلية الفلسطينية لمناهضة العنف ضد المرأة.
وتمنت لجان العمل الصحي للمؤتمر الخروج من حالات الوصف والتشريح إلى المقترحات الجدية القابلة للتطبيق وفق إستراتيجية وطنية ومنظومة قيم متفق عليها وأن تأخذ الجهات الرسمية والأهلية والمؤسسات الأكاديمية  وحواضن التنشئة الاجتماعية  دورها في تطوير إعلام فاعل منصف للنساء وللعاملات في قطاع الإعلام.