تبرع
مؤسسة لجان العمل الصحي
Health Work Committees
عربي  |  En  |  Es
الرئيسية » آخر الأخبار »   15 أيار 2017

مركز بيت ساحور الصحي آفاق عمل صحي رائد ونموذج يحتذى به

 تأسس مركز بيت ساحور الصحي التابع لمؤسسة لجان العمل الصحي في العام 1988 بقرار من إدارة المؤسسة لتلبية إحتياجات المواطنين في منطقة بيت لحم عموماً وبيت ساحور على وجه الخصوص حيث كانت المدينة قدمت في ذلك الوقت نموذجاً في النضال الفلسطيني إبان الإنتفاضة الكبرى التي إندلعت في العام 1987 حيث أعلن سكان المدينة وقتها العصيان وإمتنعوا عن دفع الضرائب وأحرقوا بطاقات هوياتهم الشخصية، ففرض الاحتلال حصاراً مشدداً على المدينة ونكل بسكانها وحرمهم من مقومات الحياة عبر سلسلة من العقوبات ومنها: حرمانهم من تلقي الخدمات الصحية وغيرها ومن الحركة خشية أن تنتقل هذه الظاهرة لباقي مدن والضفة وغزة المنتفضة.

وقد تطور المركز من ذلك الوقت حيث أصبح من أكبر المرافق الصحيه بمدينه بيت ساحور. ويضم المركز اليوم أقساماً تخصصية وغرف عمليات مجهزة بأحدث الأجهزة. ويبلغ عدد العاملين/ات فيه 26 موظف/ة بوظيفة كامله و10 بوظيفة جزئية.
يقدم المركز خدمات الطب العام، الطوارئ والأسنان، خدمات تخصصية (199 تخصصاً) وخدمه الجراحة النهارية، المختبر، الأشعه والتصوير الطبي والإسعاف. ويعمل المركز طيله أيام الأسبوع من الساعه الثامنة صباحاً وحتى العاشرة ليلاً.
 
وقد حمل المركز في بداياته إسم مستوصف دير الروم الكاثوليك وكان ذلك من أجل ضمان الاستمرارية في ظل تواجد الاحتلال وحتى يستطيع أن يواصل تقديم خدماته الصحية لكافة فئات الشعب الفلسطيني وخاصةً الفقيرة منها والمهمشة وكان العمل فيه بدأ بخمسة موظفين من القطاع الصحي.
المرحلة الثانية قسم الأشعة والعيادات التخصصية والمختبر
بدأت المرحلة الثانية في رحلة تطور المركز منتصف تسعينيات القرن الماضي حيث  تجاوز العمل عيادة الطب العام والطواريء، وجرى دعمها بإنشاء قسم للأشعة ضمت الأشعة السينية والطبقية حيث كان المركز الوحيد الذي يوجد فيه جهاز أشعة طبقية بمنطقة بيت لحم، إضافةً إلى أشعة تصوير الأسنان وجهاز لتصوير الثدي، ما أعطاه ميزة لم تكن موجودة في منطقة بيت لحم، كما جرى إنشاء مختبر يقدم الفحوصات المخبرية بالإضافة لعيادات تخصصية أبرزها عيادة القلب والنواظير والأنف والأذن والحنجرة وعيادات تخصصية أخرى.
الجراحة النهارية
وضمن سياسة التطوير العامة والنهوض بالأداء المهني وإعتماداً على حاجة محافظة بيت لحم وحق كل إنسان بالعلاج تمشياً مع شعار منظمة الصحة العالمية (الصحة للجميع )، قامت المؤسسة في العام 1996 بأول تطوير فعلي وهام في مركز بيت ساحور بتأمين الجراحة النهارية لتسد عجزاً واضحاً آنذاك في الخدمات الطبية في المحافظة وكانت أولى العمليات التي أجريت في شهر أيلول 1996 هي عملية للعيون وعملية أخرى للأنف وبعدها بدأ المركز بإجراء العمليات بشكل عام والعمليات الخاصة بالجراحة العامة والعظام والمسالك البولية.
مستشفى الدكتور احمد المسلماني
 إن إتساع الفجوة وتباعد المسافة بين التطلع العام لمستوى الخدمات الصحية وما هو متواجد منها إنعكاسا لوضع سياسي وإقتصادي غير سوي تعيشه فلسطين دفع بالمؤسسة ومن أجل التقليل من الهوة بكامل أبعادها والمساهمة مع باقي شركاء القطاع الصحي للعمل على سد الفراغ القائم في الخدمات الطبية التشخيصية والعلاجية من خلال إقامة المبنى الجديد للمستشفى في عام 2010 وتم ربط المبنى القديم بمبنى المستشفى وأصبح المبنيان وحدةً واحدة أطلق عليها إسم مستشفى الدكتور أحمد المسلماني تيمناً بالشهيد المؤسس الدكتور أحمد المسلماني.
وفي شهر تموز من عام 20155 تقدمت المؤسسة بطلب إلى وزارة الصحة من أجل الموافقة على ترخيص المستشفى وبتاريخ 17/8/2015 حصلت على الموافقة المبدئية للترخيص على أن تستكمل جميع الشروط المطلوبة من قبل الوزارة للحصول على الموافقة النهائية.
وفيما يخص المستشفى فهو يتكون من طابق تحت الأرض وطابق أرضي وطابقين آخرين مساحة كل منهما (600) متر مربع ويقوم المستشفى على إرض مساحتها (2950) متراً مربعاً، والجزء الأكبر من أرض المستشفى خالية من المباني، وقد تم تشطيب الطابق الثاني من خلال منحة من الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الروسية التي وعدت بتقديم الدعم لتوفير الأثاث والمعدات الطبية الخاصة بالمستشفى خاصةً أسرة العناية المكثفة. ويتوفر للمستشفى سيارة مجهزة بكافة المستلزمات، وتسعى المؤسسة لتوفير جهاز متطور لتفتيت الحصى للحاجة الملحة التي تتطلبها المحافظة وهذا بحد ذاته سيشكل نقلةً في تقديم الخدمات النوعية على مستوى المحافظة.
أرقام ودلالات
وصل عدد المستفيدين من الخدمات التي يقدمها المركز في عام 2016 ما يقارب (730000) مراجع/ة، وجرى إجراء (500) عملية جراحية بالتخدير الكامل و(200)عملية جراحية بالتخدير الموضعي، وكان عدد المستفيدين من خدمات الطواريء ما يقارب الأربعة ألاف شخص، أما فيما يخص سيارة الإسعاف فعدد المستفيدين منها تجاوز الألف حالة.
 
نشاطات المركز كذلك غير مقتصرة على الخدمات التي يتم تقديمها في المبنى بل تتعدى ذلك إلى خارج المركز وتعبر عن ذاتها في المحاضرات وورش العمل مع المؤسسات الأخرى مثل جامعة بيت لحم والأعمال الطبية التي تنفذ في المحافظة والنشاطات التي تدعوا لها نقابة الأطباء أو المختبرات وإستقبال المتدربين من الجامعات المختلفة في المحافظة.
 
ويرتبط مركز بيت ساحور الصحي بعلاقات جيدة مع المجتمع المحلي حيث يشارك بكافة النشاطات التي يدعى لها خاصةً من الفرق الكشفية والنوادي والمدارس والمؤسسات المتواجدة في المحافظة وبلدية بيت ساحور التي ترتبط بالمركز بعلاقات طيبة أسفرت عن إنجاز مشروع خاص للإستفادة من الطاقة الشمسية.
 
كما أن المركز والمشفى جاذبان للمتطوعين المحليين والدوليين الذين يفدون إليه لتقديم خبراتهم وجهدهم في خدمة المستفيدين من خدماته والتي كان لها الأثر الإيجابي على الخدمات المقدمة والتي لاقت أيضاً إستحسان المواطنين وتعبيرهم عن الشكر لهؤلاء المتطوعين الذين تفتح المؤسسة دوماً الباب أمامهم للتطوع وفق رؤيتها ومنهجها القائم على ضرورة إحياء مسار العمل الطوعي وتمتينه لما يشكله من قيمة إنسانية عليا.
تحديات وطموحات
 
الاحتلال الإسرائيلي بما يمثله وينفذه من سياسات عنصرية ممنهجة بحق الكل الفلسطيني يعد من أكبر المعيقات أمام المركز وخدماته وسبل توسعها وتطويرها، كما أن الأزمة العالمية التي طالت دولاً عديدة بعضها من أصدقاء المؤسسة وداعميها عكست نفسها سلباً على خطط التطوير للمركز وباقي مراكز وبرامج المؤسسة.
 
وأمام هذه التحديات فإن الطموحات والسعي لمستقبل زاهر وخدمات أجود دفعت بالمؤسسة والمركز لوضع الكثير من الخطط والآليات لتجاوز الآزمات من خلال تمتين العلاقة مع المجتمع المحلي الحضن الدافيء والمنافح عن مؤسسات شعبنا الوطنية والداعم الحقيقي لها وفق ما أثبتت العديد من التجارب.