تبرع
مؤسسة لجان العمل الصحي
Health Work Committees
عربي  |  En  |  Es
الرئيسية » آخر الأخبار »   21 تشرين الثاني 2018

قصة نجاح: روضة وحضانة حقل الرعاة نموذج أكاديمي تربوي ريادي في التعليم الحديث للأطفال

 تعمل مؤسسة لجان العمل الصحي منذ إنطلاقتها في أوساط ثمانينيات القرن الماضي من مدينة القدس في المجالات الصحية والتنموية عبر مراكزها وعياداتها وبرامجها المختلفة التي تتناغم فيها الجهود الصحية مع التنموية ببعدها الحقوقي ومن هذا المنطلق تستهدف المؤسسة في خدماتها كافة الفئات المجتمعية الفلسطينية بما في ذلك مختلف الأعمار وهذا دفعها أيضاً لتخصيص جزء من جهودها للنشيء الفلسطيني الصغير والمتمثل بالأطفال فكانت حضانة وروضة حقل الرعاة في بيت ساحور والتي أسستها اللجان عام 1996 كمشروع تنموي يستهدف الأطفال والمرأة العاملة على حد سواء كونها الأكثر عملاً في مجال التربية وتعزيزها.

ومنذ إنطلاقتها عملت الروضة والحضانة على بلورة وتطوير المهارات المعرفية، والوجدانية، والمهارات الحركية والإدراكيه للأطفال من خلال إستخدام وسائل وأدوات تعليمية مختلفة، وكذلك العمل على تحسين وتطوير طرق التعليم والتعلم عبر الرعاية اليومية للأطفال وعلى مدار العام إلى جانب الرعاية الصحية للأطفال.
وتقوم الروضة والحضانة بالعديد من حملات التوعية الصحية والنفسية للأطفال وأهاليهم وتقدم هذه الخدمات لقرابة 110 أطفال سنوياً موزعين ما بين الروضة والحضانة، وكل عام ومنذ تاسيس الروضة تقوم بتخريج قرابة 60 طفلاً ضمن حفل بهيج يشارك فيه جميع الأهالي وبعض المؤسسات ودور رياض الأطفال في منطقة بيت لحم.
 
حرص على التواصل بين الأجيال:
وتحرص الروضة والحضانة على التواصل مع روادهما حتى بعد التخرج من خلال آليات التواصل المختلفة وتنظيم الزيارات المتبادلة وتنفيذ الأعمال الطوعية المشتركة وفي هذا الإطار قام عدد من الطلبة الذي بدأوا حياتهم في الروضة والحضانة بتنفيذ وتطبيق جميع المساقات الجامعية العملية لهم في الروضة وخصوصا طلبة كليات التربية والعلوم الاجتماعية، وتسعى الروضة والحضانة لإتباع أساليب التعلم الحديثة والمبنية على إشراك جميع ما يحيط ببئية الطفل في العملية التربوية وهذا يساهم في تنمية الجوانب الحسية والإداركية في ظل البيئة المحيطة بأطفالنا، وتنمية المواهب المختلفة لديهم والوصول إلى أعماقهم وعكس ذلك في الفقرات الغنائية والمسرحية التي ينتجها الأطفال في مختلف المناسبات، وهذا يسهم كذلك في تطوير آفاق العمل وتجنيده لتنفيذ مجمل النشاطات والفعاليات اللامنهجية الخاصة بالروضة.
وتؤمن إدارة الروضة والحضانة بأن الطفل هو محور العملية التربوية والعنصر الأساسي لبناء المستقبل الأفضل في المجتمع وهذا يتطلب إتباع الأسس التربوية الحديثة للمساهمة في بناء قدراته وإمكانياته لكي يتمكن من التعامل مع كل الظروف المادية والبشرية المحيطة به، ويؤسس لوضع بصمته في مجتمعه.
وتطبيقاً لتنويع المصادر والأدوات والآليات في العملية التعليمية والتربوية يتم تنظيم المسابقات الفنية والثقافية، والرحلات وزيارة بعض المؤسسات المحلية والمصانع، وتبادل الزيارات مع دور ورياض الأطفال في المنطقة، بالإضافة إلى تنظيم العروض المسرحية والبهلوانية، وعمل الأنشطة الترفيهية بمشاركة الأهالي كجزء من الأنشطة اللامنهجية للروضة والحضانة مع الحرص على تنفيذها بشكل سنوي لما لهذه الانشطة من أهمية في تنمية القدرات الاجتماعية والجوانب التفاعلية للأطفال، وتوثيق علاقة الروضة بأغلبية المؤسسات المحلية ولا سيما التي تعمل مع الأطفال، والبحث عن التقاطعات والأنشطة التي بالإمكان تنفيذها مع هذه المؤسسات، والتأكيد على أهمية تفاعل ووجود الأباء والأمهات في سير تطور وتدرج حياة أطفالهم.
 
حضور مجتمعي وميداني:
تشارك الروضة والحضانة في مختلف المناسبات الوطنية مثل يوم الاستقلال الفلسطيني، ويوم الأرض، وعيد العمال العالمي ويوم الطفل الفلسطيني، وكذلك يوم المرأة العالمي من خلال تنظيم الحفلات الجماعية بهذه المناسبات وتوزيع الهدايا التذكارية، والمشاركة في بعض الحفلات التي تنظمها المؤسسات الأخرى، ضمن السعي لترسيخ أهمية مشاركة الأطفال جميع شرائح المجتمع الفلسطيني مناسباتها وفعالياتها وتجسيد أن الأطفال جزء لا يتجزأ من النسيح المجتمعي الفلسطيني الأصيل، عدا عن تنظيم الحفلات الدينية المتمثلة بأعياد الميلاد وعيدي الفطر والأضحى، وفي المناسبات الاجتماعية مثل عيد الأم بهدف الحفاظ على رسم البهجة والسرور للأطفال وأهاليهم.
يشرف على سير العملية التربوية والتعليمية في الروضة والحضانة كادر مكون من عشرة معلمات وحاضنات مؤهلات لديهن الخبرة والعلم في مجال تربية الأطفال، وأسس التربية، ويتلقى هذا الكادر بشكل دوري  مجموعة من الدورات والتدريبات وتعقد له الاجتماعات لرفع كفائته في المجالات التربوية والإدارية المختلفة، ويسعى الكادر لبناء الشراكة والتفاعل اليومي مع المجتمع المحلي بمختلف مؤسساتة وأفراده الناشطين في مجالات مختلفة للحفاظ على حيوية العملية التربوية والتعليمية، فعبر مجلس أولياء الأمور يجري تنظيم مجموعة من اللقاءات الدورية والنشاطات المختلفة لتصب في تعميم وترسيخ العمل القائم على أساس المشاركة المجتمعية. 
وحرصت الروضة والحضانة ومنذ تأسيسها على تقديم كافة فعالياتها وخدماتها للأطفال في أجواء صحيّة مناسبة، وآمنة، وملائمة. فمناخ الروضة والحضانة هادئ وبيئته صحيّة ونظيفة. وبالتعاون مع مركز بيت ساحور الطبي التابع لمؤسسة لجان العمل الصحي يتم متابعة الأوضاع الصحية للأطفال وتقديم ما يلزمهم من خدمات صحية مثل فحوصات النظر والأسنان، وكذلك فحوصات مستوى الذكاء الاجتماعي والتفاعلي، وتنفيذ مجموعة من ورش العمل في عناوين مختلفة مثل أسس التغذية السليمة، وآليات الحفاظ على بيئة صديقة للأطفال، وللكادر وبمشاركة الأهالي، وتحرص الإدارة على تقديم الوجبات الغذائية الصحية للأطفال التي تتضمن العناصر الأساسية لبناء الجسم.
 
كما تسعى روضة وحضانة حقل الرعاة للحفاظ على تميزها بالنموذج التربوي والتعليمي الحديث للأطفال وذلك عبر اعتمادها من قبل مديرية التربية والتعليم في محافظ بيت لحم كنموذج تربوي تعليمي متميز وريادي في إعداد وتنفيذ الخطط التربوية التعليمية بالارتباط بمعايير وزارة التربية والتعليم ووزارة التنمية الاجتماعية، ورفع كفاءة كادر العمل عبر سياسة التدريب والابتعاث السنوي، والتطوير المستمر لأدوات ومنهجية التعليم عبر مجموعة من الألعاب والقصص والوسائل التربوية الحديثة.

وتعمل الروضة والحضانة في المسقبل على دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في العملية التربوية والتعليمية، وتخصيص مساحات لتعليم الموسيقى والمسرح.