تحيي جماهير الشعب الفلسطيني هذه الأيام ذكرى آليمة عمرها 66 عاماً نتج عنها مأساتها التي تعد الأكبر والأكثر ترويعاً في العصر الحديث.

إن نكبة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه على يد العصابات الصهيونية وإقتلاعه منها في العام 1948 لا زالت نتائجها مستمرة على اللاجئين والأجيال المتعاقبة من الفلسطينيين، وإن إقامة الكيان الإسرائيلي بغير حق على أرض المشردين الفلسطينيين عنوةً وبقوة السلاح لا يمكن أن يطفيء شعلة الإرادة في العودة التي راهن الساسة الإسرائيليون على خبوها وضياعها مع موت الجيل الأول لمأساة العصر، ولكن الوقائع على الأرض تشي بغير ذلك.

واليوم فإن جموع الجماهير الفلسطينية ومؤسساتها الحية والفاعلة تؤكد أن حق العودة لا يسقط بالتقادم ولا يجوز لأي كان التنازل عنه في أي إطار فهو حق جمعي وفردي ويمثل الذاكرة الحية، فعلى الرغم من تنفيذ عشرات المجازر عام 1948 بحق المدنيين والعزل وهدم قرابة 500 قرية وتجمع ومحوها من الوجود، وتهجير قرابة المليون فلسطيني إلى المنافي ومخيمات اللجوء لا زال الكبار يحملون الذكريات بحذافيرها ويورثونها للأبناء والأحفاد عن حق لم يضع بعد.

إننا في مؤسسة لجان العمل الصحي ومن منطلق حسنا الوطني والإنساني نرى أن عودة اللاجئين بما هي حق إنساني وحتمي فهي المدخل لإنهاء معاناة لها الكثير من التداعيات، فاللاجيء الفلسطيني لا زال يعاني من الحرمان والمطاردة والمجتمع الدولي الذي أقر بحقه في العودة بموجب القرار الأممي 194 لا زال عاجزاً عن إجبار دولة الاحتلال بتنفيذه وهو ما يضع الكثير من علامات الإستفهام حول العدالة الدولية المفقودة ومن يتحمل عدم إنفاذها.

إننا في مؤسسة لجان العمل الصحي ندعو إلى:

1-الشروع بتفعيل قرار الأمم المتحدة 194 في المحافل الدولية وتطبيقه على الأرض بشقيه العودة والتعويض دون القبول بالتعويض كبديل للعودة.

2-نؤكد رفضنا لكل محاولات التوطين للاجئين في دول المنفى ومخيمات اللجوء.

3-ندعو لتكثيف البرامج الدراسية والإعلامية التي تجذر النكبة ومترتباتها في أذهان الأجيال المتعاقبة.

4-ندعو لإعادة الإعتبار للقضية الفلسطينية وقضية العودة في القلب منها على المستويين العربي والدولي لتبقى البوصلة الحقيقية للعدالة الإنسانية.

5- نطالب الجهات الدولية ذات الصلة وعلى الرأس منها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بعدم التنصل من إلتزامتها تجاه الأجئين وحقوقهم وإحتياجاتهم.