عقود طويلة إنقضت ولا زال اللاجئون الفلسطينيون ينتظرون عودتهم إلى ديارهم التي إقتلعوا منها بقوة السلاح وإرهاب المجازر فيما العالم المدعي الحضارة والإنسانية يصم أذنيه ويغلق عينيه عن مآسيهم وسوء الحال والمصير الذي باتوا عليه مع بقاء قرارات الشرعة الدولية حبيسة الأدراج ولا سيما القرار الأممي 194 الذي ينص صراحةً على عودة اللاجئين إلى ديارهم وتعويضهم عن سنوات الحرمان واللجوء التي عاشوها في المنافي.

ومنذ نكبة الشعب الفلسطيني وحتى اليوم تعرض اللاجئون في الشتات والوطن للحرمان والاستهداف الممنهج وساءت أحوالهم في مخيمات اللجوء وبدأت هذه الأيام الجهات الدولية ذات العلاقة وخاصةً وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بالتنصل من إلتزاماتها الخدمية والصحية والإنسانية تجاه هؤلاء، كما وتعرضت قضية اللجوء للكثير من محاولات الشطب والطمس عبر مشاريع إسقاط تمسك اللاجئين بحقهم في العودة عبر طرح مشاريع التوطين وصولاً لإنكار مآساتهم وتغيير حقائق التاريخ.

وفي ظل ما يشهده العالم والوطن العربي من نزاعات تراجع الإهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية والتي في الصلب منها قضية سلب الفلسطينيين وطنهم ولم تعد فلسطين قضية جامعة على المستوى الرسمي العربي عدا عن الضرر الذي لحق بها على المستوى المحلي الوطني الداخلي نتيجةً للإنقسام السياسي الذي يضرب اللحمة الوطنية ويشتت الرؤى والسياسات في ظل غياب إستراتيجية واضحة لتحقيق الحلم الفلسطيني بالعودة والحرية والاستقلال مع تمسك أطراف الإنقسام وإحتكارهم القرار والوجهة الميدانية للشعب الفلسطيني لإبقاء الحال على ما هو عليه في إطار سقف حده الأقصى إدارة الشؤون الحياتية اليومية للفلسطينيين فيما تبقى من فلسطين تحت الاحتلال. عدا عن دخول بعض القوى السياسية في تحالفات الصراع في الإقليم العربي.

ومع كل هذه الصورة والواقع المضر بمطلب العودة التي لا عودة عنها بقي وسيبقى الرهان على الفلسطينيين المتجذرين على أرضهم والمتمسكين بحق العودة في مخيمات اللجوء والذي يورثونه للأجيال المتعاقبة كما يورثون الدم.

في ذكرى النكبة الأليمة فإننا في مؤسسة لجان العمل الصحي لنؤكد على ما يلي:

1-حق العودة حق فردي وجماعي غير قابل للتنازل أو التفاوض أو الإنتقاص منه ولا يحق لأي كان مقايضته أو التفاوض عليه.

2-ضرورة التصدي لكل المشاريع والمقترحات التي من شأنها الإلتفاف على هذا الحق المقدس وفضحها حتى لا تمر على جماهير شعبنا ولاجئيه.

3- الضغط على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين لتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والإنسانية لللاجئين في المخيمات والمنافي والتحرك لوقف سياسات التقليص التي تنتهجها في ظل التحذيرات من توجه مدعوم من أقطاب دولية لإنسحاب هذه المنظمة من مهامها تدريجياً.

4-ضرورة إنهاء الإنقسام السياسي الذي نتج عنه أضرار كثيرة بالقضية الفلسطينية وعلى الرأس منها الحق في العودة إلى الديار لملايين اللاجئين.

5-ندعو وسائل الإعلام إلى إبقاء النكبة وما نتج عنها من آلام حية في عقول الأجيال المتعاقبة ووجدانها كي لا تتسلل مشاريع التصفية والتوطين إلى أجيال اللاجئين.

6-يجب العمل على تطبيق القرارات الأممية ذات الشأن بعودة اللاجئين إلى ديارهم التي إقتلعوا منها وتعويضهم عن سنوات اللجوء بأسرع وقت ممكن خاصةً وأن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإحداث أمر واقع على الأرض ويتوجه نحو تنفيذ المزيد من النكبات بحق الفلسطينيين المتبقين على أرضهم عبر مشاريعه الاستيطانية وسعيه لإنتزاع إعتراف بالطابع اليهودي لكيانه العنصري.

7-نشدد على أن الذكرى الأليمة للنكبة يجب أن لا تكون حدثاً موسمياً تحييه الجماهير الفلسطينية مرةً في العام وتترك فيه باقي أيام السنة للاحتلال لإنفاذ مخططاته التهجيرية بحق الفلسطينيين وإدخال قضية اللجوء في حالة من السبات التاريخي.