تبرع
مؤسسة لجان العمل الصحي
Health Work Committees
عربي  |  En  |  Es
الرئيسية » بيانات صحفية »   30 نيسان 2019

العمل الصحي تحيي العمال في عيدهم وتدعوا لحمايتهم والدفاع عن حقوقهم

 يعاني العمال في فلسطين اليوم وبالتزامن مع اليوم العالمي للعمال الذي يوافق الأول من آيار كل عام من ظلم مركب يتمثل في قصور القوانين واللوائح التنظيمية التي تصون كرامتهم وتحمي أجسادهم وفق معايير الصحة والسلامة المهنية على المستوى الفلسطيني وتدني الحد الأدنى للأجور وعدم التقيد به من قبل الكثير من أرباب العمل ولا سيما فيما يخص العاملات الإناث حيث أن إرقام الإتحاد العام لنقابات عمال فلسطين تشير إلى أن عشرات الألاف من النساء العاملات لا يحصلن على الحد الأدنى للأجور بسبب تهرب أرباب العمل من هذا الاستحقاق القانوني، وأن هناك ضعفاً كبيراً في تطبيق قانون العمل نفسه، الذي ينطوي تطبيقه على تدعيم وفرض نظام الحد الأدنى للأجور. عدا عن أن المطالبات برفع الحد الأدنى للأجور والبالغ حالياً 1450 شيقل لا زالت تراوح مكانها أو تجري بشكل بطيء وخجول.

 موظفوا القطاع العام في فلسطين أيضاً باتوا أيضاً عرضةً للفقر بسبب عدم تمكن السلطة الفلسطينية من توفير فاتورة رواتبهم الشهرية بسبب إقتطاع حكومة الاحتلال الإسرائيلي لمبالغ ضخمة من قيمة الضرائب والمقاصة المحولة للخزينة الفلسطينية ورفض السلطة لإستلامها وهذا الأمر يعرض الأسر التي يعيلها الموظفون في القطاع الحكومي للإنكشاف وعدم القدرة على تلبية متطلبات حياتهم اليومية.
وفي هذا الإطار أشار الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن معدلات البطالة ارتفع معدل البطالة في فلسطين في العام 2018 ليصل حوالي 31% من بين الأفراد المشاركين في القوى العاملة مقارنة مع حوالي 28% في العام الذي سبقه، حيث ارتفع العدد من 377 ألف عاطل عن العمل عام 2017 إلى 426 ألف عاطل العام الماضي في حين يصل العدد الإجمالي للعمال قرابة المليون تشكل نسبة مشاركة الذكور منهم أربعة أضعاف الإناث.
وعلى الجانب الأخر تشير الإحصاءات إلى وجود أكثر من 105 ألاف عامل وعاملة من الفلسطينيين يعملون لدى أرباب عمل إسرائيليين بعضهم لا يملك تصاريح عمل تصدرها سلطات الاحتلال وهؤلاء يتعرضون للاحتيال والنصب من قبل أرباب العمل في المستوطنات عدا عن تعرضهم للملاحقة والسجن وإطلاق النار أثناء رحلة وصولهم إلى أماكن عملهم.
ويأتي إستهداف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والضغط باتجاه تصفيتها ليحرم ألاف العاملين في مخيمات اللجوء الفلسطيني داخل الوطن المحتل وخارجه من لقمة عيشهم بالإضافة لحرمان الملايين من نتاج عمل هؤلاء في قطاعات الصحة والتعليم والإغاثة والتنمية. كما أن التمويل للمؤسسات الأهلية الفلسطينية مهدد بسبب تحول الكثير من الممولين لمناطق أخرى أو تخفيضهم الدعم المقدم لفلسطين وذهاب بعضهم للإلتزام باشتراطات الاحتلال الإسرائيلي ومن خلفه الإدارة الأمريكية تحت حجة "تجفيف تمويل الإرهاب" وهذا سيعني بالضرورة وقف عمل هذه المؤسسات وخدماتها وربما وقف عمل موظفيها إذا ما أستمر الأمر وتصاعد في قادم الأيام.
وأمام ما تقدم وفيما يحتفل العالم اليوم الأول من أيار بعيد العمال العالمي يعيش الآلاف من عمالنا أزمة إنسانية واقتصادية خانقة ويكابدون معاناة شديدة في ظل ازدياد نسبة البطالة، والحصار الإسرائيليٍ الجائر والمتواصل على قطاع غزة، وتقطيع أوصال الضفة الغربية بالحواجز وجدار الفصل العنصري، وذلك ضمن سياسة إسرائيلية ممنهجة تستهدف الشريحة الأكبر من الفلسطينيين.
ويأتي عيد العمال العالمي وما زال مئات العمال يقبعون في معتقلات الاحتلال ويعانون من المطاردات اليومية من قبل جنود الاحتلال بين زخات الرصاص ما أسفر عن إستشهاد عدد منهم والتسبب بجراح وأصابات أقعدتهم عن العمل.
وفي يوم العمال العالمي ندعو في مؤسسة لجان العمل الصحي الجهات الفلسطينية ذات الصلة إلى:
1-توفير الحماية للعمال والعاملات من الاستغلال وتنصل أصحاب العمل من حقوقهم وعدم توفير متطلبات السلامة المهنية في بعض مواقع ومنشآت العمل.
2-توحيد جهود الحركة العمالية من خلال إتحاد عام ديمقراطي تعددي ليكون مظلة جامعة وقوية تستطيع الدفاع عن حقوق العمال أمام أي تغول قد يتعرضون له باعتبارهم الشريحة الأكبر من المجتمع الفلسطيني.
3-فضح إنتهاكات الاحتلال وإستغلال أرباب العمل الإسرائيليين للعمال والعاملات والاستيلاء على مستحقاتهم ودعوة منظمة العمل الدولية لأخذ دورها في هذا الإطار.
4-العمل السريع على إقرار منظومة حماية إجتماعية للعمال في فلسطين وتطبيق الحد الأدنى للأجور الذي شهد نقاشاً في الأونة الأخيرة بديلاً لمعدل الحد الأدنى للأجور السابق الأمر الذي من شأنه تحقيق حياة كريمة لعاملاتنا وعمالنا.
5-فتح آفاق الاستثمار في قطاعات عمل إنتاجية بآفق تنموية مستديمة توفر للعمال والعاملات سبل عمل متواصلة، والعمل على خطط إستراتيجية تنموية فيما يخص التعليم الأكاديمي تجنباً لتظيم حالة البطالة التي يعانيها المجتمع الفلسطيني.
6-العمل على الإنفكاك الحقيقي عن الاحتلال وتحرير الاقتصاد الفلسطيني من التبعية للسوق الإسرائيلي ما يعني ضرورة وقف العمل باتفاقات باريس الاقتصادية وشبيهتها من الاتفاقات وهو أمر لا بد وأن ينمتي سوق العمل الفلسطيني ويفتح العديد من الآفاق.
 
عاش الأول من آيار عاشت نضالات الطبقة العاملة في فلسطين والعالم