تحيي الجماهير الفلسطينية الذكرى الحادية والأربعين ليوم الأرض الخالد التي إنطلقت شرارتها في الجليل والمثلث والنقب رفضاً لمشاريع حكومة الاحتلال في العام 1976 مصادرة الأراضي الفلسطينية فإرتقى شهداء في المسيرات والفعاليات الاحتجاجية ومنذ ذلك اليوم 30/3/1976 بات هذا التاريخ موعداً سنوياً للتذكير بجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وأرضه عبر مصادرتها لصالح الاستيطان والأغراض العسكرية الأخرى وحرمان أصحابها منها.

واليوم وبعد أكثر من أربعة عقود فإن الوقائع على الأرض تدلل على أن نهب الأرض الفلسطينة وما فيها من مقدرات لا زال مستمراً وبوتائر متسارعة وبغطاء قانوني بعد تشريع برلمان الاحتلال ما سمي بقانون تسوية الأراضي والذي يتيح لسلطات الاحتلال وضع اليد على الأرض وحرمان أصحابها منها.

ففي العام 2016 كشفت العديد من الدراسات أن نسب مصادرة الأراضي في الضفة الغربية والقدس المحتلة إرتفعت بما يزيد عن 127% ورافقها إزدياد في النشاطات الاستيطانية بنسبة 57% عن العام 2015 وترافق ذلك مع هدم أكثر من ألف منزل فلسطيني وإزالة تجمعات سكنية بأكملها كما يجري في أم الحيران بالنقب والتجمعات البدوية في الأغوار الشمالية وتهديد أخرى في شرقي القدس المحتلة.

وعلى صعيد المياه فإن الاحتلال يسيطر على 85% من مقدرات المياه في فلسطين ما يحرم الفلسطينيين من الاستفادة سوى من حوالي 14% من مياههم وهو ما يفسر بأن حصة المواطن الفلسطيني من الماء لا تتعدى ربع ما يحصل عليه المستوطن الإسرائيلي، وإذا ما أضيف إلى ذلك الجدار العنصري الذي وصل طول ما بني منه حتى الآن إلى 770 كلم الذي عزل العديد من القرى والمدن الفلسطينية وكرس نظام الكانتونات وإستحوذ على سلة الغذاء والزراعة في فلسطين فإن واقع المعيشة اليومية للفلسطينيين بات صعباً وينذر بكارثة على كافة الصعد بما فيها حقه في التنقل الذي يعيقه الجدار والحواجز العسكرية ما أضاف الكثير من المعاناة للسكان ولا سيما النساء والمرضى الذين لم يعد بمقدورهم الوصول لمراكز الخدمات الصحية أو توفير إحتياجاتهم الغذائية.

ومنذ أكتوبر 2015 أعدمت سلطات الاحتلال ما يقارب 300 فلسطيني وفلسطينية في العديد من المناطق وحرمت الكثير من الأسر من معيليها وتسببت بالكثير من الآلام الاجتماعية للعائلات الثكلى وهو ما صعدته بحملات إعتقالات طالت الآلاف من الفلسطينيين نساءاً وذكوراً.

وأمام هذه المعطيات والإحصاءات وفي ظل الهجمة الشرسة على الإنسان والأرض في فلسطين ووضع اليد على أكثر من 62% من مساحة الضفة الغربية ضمن المناطق المصنفة "ج" فإننا في مؤسسة لجان العمل الصحي ندعو إلى:

1-المؤسسات الحقوقية والإعلامية الدولية والمحلية لفضح ممارسات الاحتلال وتفنيد مزاعمه في تبرير جرائمه بحق الانسان الفلسطيني وأرضه تحت لافتة الأمن والعمل على إلزام دولة الاحتلال بموجب المواثيق والمعاهدات الدولية لوقف نهبها الأرض الفلسطينية وإستغلال مقدراتها.

2-ندعو السلطة الفلسطينية والمؤسسات الأهلية والخاصة لتدعيم صمود المزارع الفلسطيني فوق أرضه كعنوان للصمود والبقاء وتفعيل مقاطعة منتجات الاحتلال المختلفة وتصعيد حملات المقاطعة الدولية لكيان الاحتلال ودعمها.

3-إحياء يوم الأرض بتجسيد وتأكيد العودة للأرض وحمايتها وعدم الإكتفاء بالاحتفالات والمناشطات السنوية الموسمية.

4- نطالب الأمم المتحدة وبمناسبة يوم الأرض الخالد للتراجع عن قرار أمينها العام سحب تقرير منظمة الإسكوا الذي أثبت أن إسرائيل تمارس نظام أبرتهايد عنصري في فلسطين المحتلة ووقف سياسة الكيل بمكيالين والتعاطي مع إسرائيل كدولة فوق القانون.

5-ضرورة العمل على إنهاء الإنقسام السياسي على الساحة الفلسطينة لما له من آثار سلبية على المواطن الفلسطيني ويعطي الاحتلال الفرصة للإستفراد بأرضنا وتهويدها والاستيلاء عليها.

6- تكثيف وتشجيع التوسع العمراني والإستثمار الاقتصادي والزراعي في الأراضي الفلسطينية للحفاظ عليها من غول الاستيطان والمصادرة.

 

عاش يوم الأرض الخالد ... عاش إنساننا الفلسطيني عنوان بقائنا متجذرين في وطننا