تبرع
مؤسسة لجان العمل الصحي
Health Work Committees
عربي  |  En  |  Es
الرئيسية » آخر الأخبار »   12 شباط 2018

العيادة المتنقلة في مناطق طوباس والأغوار الشمالية جهد إنساني ووطني غايته صحة المواطنين وصمودهم

 تعاني التجمعات السكنية في منطقة طوباس والأغوار الشمالية من إستهداف ممنهج تتبعه سلطات الاحتلال بغية التضييق على سكانها ودفعهم للرحيل من خلال زرع المزيد من المستوطنات في المنطقة وتحويل أراضيهم لمسارح للتدريبات العسكرية التي ينفذها جيش الاحتلال وغالباً خلال المواسم الزراعية لتخريب منتجات المزارعين هناك التي تدوسها الدبابات والآليات العسكرية أو تحرقها القذائف المستخدمة في التدريبات، عدا عن منع السكان من إستثمار أراضيهم الزراعية بحجة أنها مناطق عسكرية مغلقة أو تمت مصادرتها، كما يمنع السكان من الإستفادة من الموارد الطبيعية ولا سيما المياه الجوفية التي تزخر بها المنطقة، بالإضافة لمنعهم من البناء والتوسع العمراني ما يدفع الكثير من الجيل الشاب للهجرة نحو المدن والبلدات القريبة.

ومن صور المعاناة الأخرى في هذه المناطق حرمانها من أبسط مقومات الحياة اليومية على صعد الصحة والتعليم والحركة بفعل الحواجز العسكرية المنتشرة في المكان ما يتسبب للمواطنين بالكثير من المعاناة، وخلال الإنتفاضة الثانية جرى رصد العديد من حالات الولادة لحوامل على الحواجز ما تسبب بوفيات للمواليد، وحالات وفاة لمرضى ومسنين منعوا من الوصول لمراكز تقديم الخدمات الصحية.
وأمام هذه المعطيات أخذت مؤسسة لجان العمل الصحي على عاتقها تقديم خدمات صحية للسكان هناك من خلال العيادة المتنقلة في شمال الضفة الغربية مستهدفة مناطق عين البيضا، بردلا، كردلا، المالح، تياسير، الثغرة، الفارعة، عاطوف، العقربانية، سلحب، إبزيق، الجفتلك، عين شبلي، فروش بيت دجن، يرزا، والراس الأحمر. ضمن مشروع مشترك مع مؤسسة كير وبدعم أوروبي.
بدأت المؤسسة بالعمل في هذه المواقع منذ العام 2003 تماشياً مع رسالة المؤسسة في خدمة الفئات الفقيرة والمهمشة والمعزولة.
 وتقدم مؤسسة لجان العمل الصحي عبر عيادتها المتنقلة وبشكل ميداني الخدمات الصحية في شمال الضفة والأغوار والتي تشمل خدمات: الطب العام والطوارئ وخدمات صحة المرأة وخدمات المختبر والتثقيف والتعزيز الصحي وصرف الدواء بشكل مجاني.
يتكون طاقم العياده المتنقلة من 6 موظفين/ات (طبيب طب عام وطبيبة صحة المرأة وممرضتين وسائق وفني مختبر)  ودوام العياده يبدأ من الساعة 8 صباحا وحتى الساعة الثانيه ظهراً حيث ينطلق الطاقم من مستوصف الشفاء التخصصي في مدينة طوباس والتابع للجان العمل الصحي عند الثامنة صباحاً مزوداً بالأدوية ومستلزمات الطوارئ وجهاز الألتراساوند الخاص بعياده صحه المرأه ولوازم المختبر. وبعدها تتوجه سيارة العيادة نحو عيادات ثابته تابعة للمجالس القروية في المواقع المستهدفة في ذلك اليوم كفروش بيت دجن وعين شبلي وكردلا. أما باقي المواقع فتقدم الخدمات فيها بشكل ميداني في منزل أو خيمة المستفيد أو المستفيده من الخدمة أو في سيارة الطاقم المخصصة للخدمة حيث أن هذه المواقع تعتبر مواقع بدوية أو زراعية والسكان يعيشون في خيام أو بركسات وفي مناطق بعيدة عن بعضها البعض فيتم التوجه لهم في مساكنهم من قبل الطاقم وهذه المناطق وعرة وتفتقر للبنية التحتية من مياه وكهرباء وشوارع وتعيش ضمن ظروف أمنية صعبة ومعقدة بسبب التدريبات العسكرية لجيش الاحتلال فيها وفي محيطها خلال فترات كثيرة من السنة وهناك الكثير من المناطق المحظور الدخول إليها في فترات من العام بالرغم من تواجد السكان فيها.
سير خدمات العيادة المتنقلة ومضمونها:
يتم تقديم الخدمه من قبل طاقم العياده المتنقله إبتداءاً من فتح ملف للمريض وأخذ العلامات الحيويه له من قبل الممرضه ومن ثم يتم فحصه من قبل الطبيب أو الطبيبه حسب الحالة ويتم منحه العلاج اللازم وتزويده بالإرشاد الفردي المناسب من قبل الممرضه ، وتقدم الخدمة بكامل السريه والخصوصيه.
كما يتم تنفيذ محاضرات تثقيفية لفئات مختلفه من الأعمار ومن كلا الجنسين في مواضيع مختلفه وحسب الاحتياج المطلوب من قبل الحضور داخل مواقع عمل العيادة المتنقلة وهو ما أثمر عن تمكين المستفيدين والمستفيدات بمعلومات هامة في المجالات الصحية والتثقيفية تفيدهم في حياتهم حول كيفيه الوقاية من الأمراض والحد منها وفي مواضيع حياتية أخرى. 
وتنفذ العيادة المتنقلة فحوصات مخبريه بناء على طلب الطبيب أو الطبيبه ومنها ما يعمل مباشره في الموقع كفحوصات السكري وفحص الحمل وبشكل مجاني ومنها ما يتم عبر سحب العينه من قبل الممرضه لتنقل لمختبر مستوصف الشفاء في طوباس وبعد الحصول على التنيجة يعيدها الطاقم إلى المرضى.
ويقوم طاقم العياده المتنقله بالعمل على تعبئة نموذج خاص بالانتهاكات والحماية للحالات التي تتعرض للعنف من الاحتلال والمستوطنين كهدم الخيم وتخريب المنازل والممتلكات والترحيل القسري للسكان ومصادرة الأراضي وغيرها، أو تلك الناجمة عن العنف الاجتماعي من عنف جسدي أو نفسي أو لفظي ويتم التعامل مع الحالات وتحويلها للجهات المعنيه.
بالمعدل السنوي فأن عدد الخدمات المقدمة للمستفيدين من خدمات العيادات 10000 خدمة صحية،  ومن خدمات التثقيف الصحي 2000مستفيد/ مستفيدة ضمن محاضرات.
ومن الجدير بالذكر أن سكان منطقة الأغوار الشمالية المهمشه يفتقرون إلى أدنى مقومات الحياه الصحية أو التعليميه أو العمل أو المسكن اللائق، فمعظمهم يعيشون في خيم وكذلك يفتقرون للأمن وصعوبة الوصول أو الحصول على مختلف الخدمات بسبب القيود التي يفرضها جيش الاحتلال والمستوطنين، وهناك أمراض شائعه فيها أكثر من غيرها بسبب الوضع المعيشي للسكان مثل أمراض الجهاز التنفسي وأمراض الجهاز الهضمي والأمراض الجلديه وفقر الدم وهم بحاجه ماسه لوجود عياده متنقله طوال الوقت لعدم وجود خدمه صحيه وتثقيفيه.
تحديات وإصرار:
يواجه طاقم العيادة المتنقلة صعوبات في الوصول لبعض هذه المناطق في بعض الأحيان بسبب الحواجز العسكرية أو الإغلاقات وبسبب التدريبات العسكرية أو الهدم ما يضطره لحمل جهاز الألتراساوند لمسافات طويلة لعدم مقدرة سياره العياده المتنقله من الوصول إلى المستفيده، أو بسبب الطرق الوعره. ويتم فحصها من قبل الطبيبه وتقديم العلاج اللازم وإعطائها الأدوية الشهريه، وتوزع أدويه الضغط والسكري على المستفيدين/ات الذين لا يستطيعون الحصول على هذه الأدويه إلا عن طريق العياده المتنقله لصعوبة الوصول إلى مراكز الخدمات الصحية الأخرى بسبب كبر سنهم وبسبب الطرق الوعره والإغلاقات. 
ويتمتع طاقم العيادة المتنقلة بعلاقة طيبة مع سكان المناطق المستفيدة من خدماته حيث تم بناء علاقات متميزة مع السكان ويلقى الطاقم الترحاب منهم لأن العيادة المتنقلة بارقة أمل تقدم لهم خدمة نوعية وفي مكان سكنهم. وكذلك فإن للمؤسسة علاقة إتصال وتواصل مع المجالس والعشائر في تلك المناطق ومع المؤسسات الأخرى العاملة في المجال الحقوقي والصحي.

الإشراف على عمل العيادة المتنقلة يتم من خلال إدارة منطقة طوباس في لجان العمل الصحي بشكل كامل بما في ذلك توفير كافة الاحتياجات المطلوبة حيث يوجد مستودع الأدوية والمستلزمات الطبيه والأوراق والملفات المطلوبه للتوثيق. والتقارير الخاصة بالعيادة المتنقله تحفظ في مستوصف الشفاء التخصصي بطوباس.  
مناطق الأغوار مناطق واسعة ومناطق مهددة ومهمشة وبحاجة إلى إهتمام كبير من قبل كافة المؤسسات الحكومية والأهلية حيث تتعرض لعملية تهجير ممنهجة لكي يسهل الاستيلاء عليها من قبل الاحتلال. فعلى صعيد الخدمات الأساسية هناك ضعف كبير في تقديم الخدمات للسكان، وعلى صعيد توافر الخدمة الصحية فالكثير من المناطق لا يوجد فيها خدمات صحية وخاصةً عندما لا يكون هناك تمويل لمشاريع المؤسسات ويقتصر توفير الخدمات في حال وجودها حتى الساعة الثانية  ظهراً. مايضطر السكان لقطع مسافات طويلة للوصول إلى أقرب مركز صحي في طوباس. مع العلم أن الأهالي هناك حياتهم معرضة للخطر في معظم الأوقات بسبب التدريبات العسكرية في الليل والنهار ومخلفات الاحتلال وكذلك بسبب لدغات الأفاعي والأمراض الطارئة الأخرى.